ديفيد دملين

ديفيد دملين2020-09-14T13:36:51+03:00

ديفيد دملين

ديفيد قتل عام 2002. كان عمره 28 سنة.

 

حبيبي ديفد،

لا يمر يوم دون أن أتذكر بسمتك التي تلامس قرارة روحي. كلّهم قالوا لي يوم وفاتك إن “الأمر فظيع الآن، لكنكِ ستتعلمين كيف تعيشين مع الألم إلى جانبك”. هذا صحيح إلى حد ما، لكنني أفترض أن الهوة السحيقة داخل قلبي لن تُسد أبداً. أشتاق لذهابنا معاً إلى الحفلات الموسيقية، لحملات الطبخ، للأفلام، لأسئلتك الفلسفية اللامتناهية عن هايدغر وشركائه. أشتاق إليك فترة الأعياد، عندما كنت تدعو أصدقاءك المتخاصمين مع أهاليهم إلى ما لا يُعد ويُحصى من الوجبات. قلتَ “أمك كانت ترتب كل شيء”، لكنني غير قادرة على ترتيب هذا الألم.

أتساءل ماذا كنت لتفكر عن المسار الذي نحَت إليه حياتي بعد مقتلك في ذلك اليوم الفظيع. عرفتُ فوراً تقريباً أنني أريد فعل شيء يجنّب المزيد من الأمهات، الإسرائيليات والفلسطينيات، معاناة هذا الألم الحارق. من كان يصدّق بأن أقف أمام آلاف الناس بغية وقف العنف والبحث عن حل للصراع الذي طال بيوتاً كثيرة جداً من الطرفين. أردت إحياء ذكراك بشيء متعلق بالتربية، فاخترت الإنضمام لمنتدى العائلات الثكلى، وهو مجموعة من العائلات الثكلى الإسرائيلية والفلسطينية اختارت طريق المصالحة وليس طريق الإنتقام. رويتُ قصتك للناس في شتى أنحاء العالم، بعضهم مشهور جداً والبعض الآخر غير معروف ومحب، وإنني أعدك بأنه رغم أنك لم تعد موجوداً هنا، ما زلتَ تنجح بإثارة الإلهام وإحداث التغيير.

كما كنت تقول دوماً، “بكثير من الحب،”

أمّك.


غرفة ديفيد في تل أبيب-يافا

العودة إلى رسائل الأمل